-بينما يحتسي السيد كلب الشاي على حافة شباك غرفتهِ التي طُليت جدرانها باللون الوردي ،ذلك تلبية لرغبتهِ الشخصية في رؤية الحياة بلونها الوردي فقط!
فهو -كما يعلم الجميع- ليس سوى كلبٍ(وهو كلبٌ لا من باب المجاز) من الطبقة المخملية التي تعيش تحت ظلال النبلاء من العصر الفكتوريّ إلا أن الزمن ولسوء حظ السيد كلب؛ كــان عصرِ التطور المتسارع والتخبط المدمر الذي يصيب البشر في هذه الفترة لذا فهو يشعر أن الجانب الوردي من الحياة بدأ بالزوال خاصةً وان البشر عادوا للتناحر مرة أخرى وبالتالي ضاع مستقبل كلاب الطبقات المخملية فـ من سيطعمهم؟
لذا قرر السيد كلب المخملي الفكتوري العتيق أن يحاول التزحلق على المفاهيم الحية والميتة ويلعب في الكلمات العربية لـيتوصل إلى أن كلمة “خنزير” هي مكونة من كلمتين “خن” وتعني شيءً ما و “ير” وتعني شيءً ما ولا تسأل عن الـ “ز” لأنه ببساطة لا يمكن قسمة ٥ على ٢ فـ قرر بعد ذلك أن كلمة “خنزير” لا تعني خنزير لأنها تعني “اللحم النتن المنتن المخنزر” أمّا الكائن الذي يسمى بـ الخنزير فهو حيوان بريء قرر المسلمون العرب بـ أسلحتهم السرية تحريمه وعدم أكله (ولا أدري ماذا كانوا سيحققون بذلك؟ لكن لا تركز على كلام الكلب المخملي)
وفجأة في هذا الجدال الكلبيّ المخنزر يتدخل السيد حمار والذي بطبيعة الحال هو من الطبقة الكادحة كدحاً شديداً ليقول: يا إلهي يا إلهي! ما هذا الكلام الجميل أيها الكلب الخطير لقد كشفت خدعة العرب المخبوءة منذ ١٤٤٥ عاماً … لقد حرمونا من أكل لحم الخنزير بحجة أن الخنزير هو الخنزير ولكن مع شقّك لآفاق الكلام وتمزيق جدران الجهل وإنارة مصابيح الفكر الكلبي المخنزر تمكنت مع معرفة أن الشيء قد لا يكون هو حتى وإن كان هو هو ولكن يا لهؤلاء البشر الحمقى ….
بعد قراءتك لهذا المشهد المحمّق(على وزن مخنزر) قد يدور في بالك “من قد يصدق هراءاً كهذا؟!” ببساطة هذا هو طرحٌ بدأ ينتشر ممن يسمون أنفسهم أسماء لا علاقة لهم بها كـ القرآنيين والتنويريين ليعملوا على تحريف المعاني الثابتة في القرآن الكريم واللغة العربية وقدّ أدعى أحد هؤلاء السفلة أنه استقرأ في بادية الشام وحقق في لغة العربي وتمكن من كشف أسرار جديدة وما هذا إلا حماقة فـ الكسائي في زمنٍ قديم تمكن من التغلب على سيبويه بسبب وجود أعرابيٍّ بالقرب من الحاضرة(المدينة) ولا شك أن الجميع يعلم أن بدو الشام الآن وقبل ١٠٠ عام كانوا مختلطين بالمدن (فضلاً عن أن هذا المبحث تم إغلاقه بعد فتوحات فارس والشام) ولكنّي أفترض جدلاً ذلك … فهو في أحسن أحواله نصّابٌ كذاب لا تنطلي حيله إلا على الذين تضيق أنفسهم ذرعاً في معرفة الفرق بين الإسم والفعل ويقفز أحدهم فجأة في وجهك “قااااااااااال الدكتووووووووووور “كذاب بن دجال المحتالي” أنه الكفار مو كفار بنص القرآن وهم طلعت السنة مو صحيحة وماكو أحاديث صحيحة ولا اكو شي اسمه سنة القرآن بي كلشي وووووووو الخ” هذا الهراء يرتفع سوقه عند أصحاب الهوى فـ من تريد نزع الحجاب بقلبٍ مطمئن وبنصٍ قرآني فـ الأمر سهل يا عزيزي صاحب القلب المرهف والحس العالي والشغف في تسليم عقلك للحمقى (وأنا لا أطالبك بـ تسليم عقلك لي لكنّك غالباً لن تراجع كلامي أصلاً أو أنك لن تصل إلى هذه النقطة أساساً لأنك لم تقرأه) ….
-احمد ناظم
اترك تعليقاً